أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2015, 08:04 AM
المشرف العام المشرف العام غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,103
افتراضي آداب معاملة الزوج لزوجته ج2

4. النفقة في اعتدال قال تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ (سورة الطلاق آية: 7).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ) دينار أنفقته في سبيل الله, ودينار أنفقته في رقبة - تحرير عبد - ودينار تصدقت به على مسكين, ودينار أنفقته على أهلك, أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك (، والتحديد بالوسع؛ لأنه هو الذي يبين مقدار الاعتدال والقوام, فقد يكون التصرف حينًا إسرافًا بالنسبة لقوم وتقتيرًا بالنسبة لقوم آخرين.
وقاعدة العمل بحسب الوسع هي ما جرى عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - وغيرهم من السلف الصالح, اتباعًا لعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن هذا ما رُوي أنه كان لعلي - رضي الله عنه - أربع نسوة فكان يشتري لكل واحدة في كل أربعة أيام لحمًا بدرهم.
وينبغي ألا يستأثر الرجل بالطعام دون أهل بيته, فذلك مما يوغر الصدور, وألا يذكر لهم صفة طعام لا ينوي إحضاره لهم, ويتحرى الحل في الطعام الذي يقدمه لزوجته, ففي الحديث: ) أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به (.
والله - عز وجل - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ (سورة التحريم آية: 6).
5. القسمة العادلة بين زوجاته: في النفقة والبيتوتة إذا كان له أكثر من زوجة, فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعدل بين نسائه, وعائشة أحب إليه, وإذا أراد السفر لغزو أو غيره أقرع بين نسائه, فمن خرجت لها القرعة أخذها, وكان هذا فضل الله عليها.
ولا ريب أن الذي لا يعدل بين نسائه يحرم إحداهنَّ شهوتها, وقد يضطرها للانحراف فيبوء بإثمها وإثمه, عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ) من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى وفي لفظ: "ولم يعدل بينهما" جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل (.
6. الإعفاف بالإشباع الجنسي للزوجة, وفي الحديث الصحيح: ) وفي بضع أحدكم صدقة (. ولا يصح للرجل إهمال صحته, فهذا الإهمال ليس تفريطًا في حق نفسه وحده, وإنما هو تعذيب لامرأته عذابًا قد يدمر الأسرة تدميرًا يشقى به الأولاد, وقد حرّم جمهور العلماء العزل عن الزوجة الحرة - أي حرموا إنزال المني بعيدًا عنها خوف الحمل - إلا برضاها وإذنها؛ ففي العزل حرمان من متعة كبيرة هي حق للزوجة, ولا يتوهمنَّ واهمٌ أن العزل سيمنع قدر الله, ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: ) ما من نسمةٍ قدَّر الله كونها إلا وهي كائنة (.
7. الرعاية الدينية وحسن التوجيه: وكما يهتم الزوج بسلامة جسم زوجته ورفاهيته, فعليه أن يهتم بسلامة دينها وخلقها وصحة اتجاهها, ويكون رائدًا بصيرًا وناصحًا واعيًا, وليس من الأمانة ألا يعبأ الرجل بفراغ زوجته من الدين وجهلها به وانحرافها عنه, ولا يعنيه إلا استيفاء حقوقه وتوفير الراحة والمتاع لنفسه, قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ (سورة التحريم آية: 6). وقال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ (سورة طه آية: 132) وفي الحديث: ) كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته (.
إن التعاون على الطاعة من أكثر الأمور التي تديم السعادة بين الزوجين، تعاونهما على الطاعة كأن يخصصا وقتًا أو زمنًا لفعل طاعةٍ يفعلانها سويًّا أو يتواصيان على فعلها, ومن العبادات المقترحة: تلاوة القرآن, ركعتان في جوف الليل, صيام النوافل, صيام التطوع, الذكر والاستغفار.
8. إشباع رغبتها في الحديث إليك, فالمرأة بطبيعتها تحب الحديث والكلام أكثر من الرجل, والزوج الذي يُظهر لزوجته الضجر من كلامها معه يسبب لها الإحراج ويجعلها تحجم عن الكلام معه, وعندئذ يكبت إحدى رغباتها الأساسية ويكسر قلبها, فلا بد من أن يتعامل معها برفق ولطف, ويقدر طبيعتها وحاجتها للكلام.
9. مناداتها بإحسان؛ لا شك أن كلَّنا يحب أن ينادى بأحب الأسماء إليه, ولا يقبل أي منَّا أن يناديه أحد بلفظ يشعره بالنقص أو الامتهان, ومن المستحسن أن يجعل الزوج لزوجته اسمًا محببًا لها يناديها به, ويتأسى في ذلك بنبينا - صلى الله عليه وسلم - وما كان يفعله مع عائشة - رضي الله عنها - حيث كان يناديها بعائش وأحيانًا بالحميراء, وما كان عليه - عليه الصلاة والسلام - فهو من قبيل تعليم الأمة آداب المعاشرة الزوجية.
10. الدخول إلى البيت بالبشر والابتسام, فكما هو مطلوب من الزوجة أن تحسن استقبال زوجها فكذلك مطلوب منه من باب أولى.
11. التلطف في الكلام وحسن انتقاء العبارات مثل: شكرها عندما تبذل مجهودًا ومراعاتها حينما تكون متعبة, وحينما تكون مشتاقا لها فما المانع من قول ذلك وبيان مدى الحب الذي تكنه لها, فليس هذا عيبًا بل شحنة عاطفية تقوي العلاقة بينكما.
12. امتداحها أمام أهلها وأهلك ولا يوجد شيء يسبب للزوجة الحزن أكثر من أن يعيبها أمام الناس وأمام أهلك بالذات, فهناك حساسية شديدة لا تغيب على أي عاقل بين الزوجة وأهل زوجها, فاحذر أن تنتقد أيًّا من تصرفاتها أمامهم مهما كنتَ غاضبًا منها, حاول أن تتفاهم معها وتنتقدها بلطف ودون تجريح، بينك وبينها، ولا داعي أبدًا لجعل الأطراف الأخرى تتدخل بينكما, فإن ذلك من تمام المعاشرة بالمعروف؛ قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ (سورة النساء آية: 19).
13. ساعدها في تنمية مهاراتها وهواياتها, فالشخص حينما يرى من يهتم به ويساعده في تنمية مواهبه وتلبية رغباته يُسر لذلك, لذا عليك أيها - الزوج الفاضل - أن تحترم هواية زوجتك وتقدر ما تهتم به ولا تقلل من شأن ذلك؛ حتى لا تجرحها في الصميم مهما كانت هذه الهواية فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدرك صغر سن زوجته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - لذا كان يسمح لها باللعب بل كان يجري ويسابقها فتسبقه مرة ويسبقها مرة, وكان يمازحها لتعلم أيها الزوج أن الهواية والموهبة بالنسبة للشخص شيء محبب له, ويرى فيه نفسه ويشعر معه بالسعادة, وأنت حينما تحطم موهبته وتسخر منه, فإنك تعترض الطريقة التي يستمد منها سعادته, وهذا بالتأكيد ليس من حقك.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:31 PM.