أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2015, 07:55 AM
المشرف العام المشرف العام غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,103
افتراضي سنة أولى زواج (ج3)

الخطوة الثامنة: فن التعامل في حل المشكلات والخلافات الزوجية:

بعد كل ما مضى وما سبق تبقى الطبيعة البشرية لها بصمتها وتأثيرها على الإنسان، حيث تجعله يقع في الغضب ويتحمل ما ينتج عنه من تكدر الخواطر، والوقوع في الأخطاء غير المقصودة، والميل لوساوس الشيطان، وشياطين الجن والإنس تسعى للتربص بكل بيت سعيد هادئ، وفوق ذلك الحياة الدنيا الدنية التي من طبيعتها التعب والنكد، قال سبحانه وتعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ (سورة البلد: آية 4).
فينبغي على الزوجين أن يأخذا هذه المسائل بالحسبان وأن يتعاملا معها بتعقل ووعي وهدوء وحسن ظن، وأن ينظرا إلى الخلافات الزوجية نظرة واقعية، إذ إنها عامل من عوامل الحوار والتفاهم إذا أحسنا التعامل معها، والأسلوب الذي يستخدمه الزوجان في مواجهة الخلاف له دور كبير، فإما أن يقضي على الخلاف أو يضخمه ويوسع نطاقه.

ومن الوسائل المعينة على ذلك: التركيز على حقوق وواجبات كل من الزوجين، ولا بد من الصراحة والوضوح والمكاشفة فيما بينهما والنقاش هو الطريق لذلك، وأن يجعلا لكل مشكلة خارطة ينطلقان منها للحل والقضاء عليها، وألا يشتتا نفسيهما عند تداخل المشاكل وتعددها، وذلك بأن يقسما المشكلة إلى أجزاء، فذلك يعطي شعورا بالقدرة على حل المشكلة، وأما ترصد المشكلة والنظر لها نظرة تضخيم وتهويل فيستحيل حلها عندئذ، وقد يشعران بالعجز والفشل أمامها.

الخطوة التاسعة: لا تتخذ قرارا وأنت غاضب:

نعلم جميعا مساوئ الغضب ونتائجه وتحذير الإسلام منه، وذمه له، وهنا مصب الحديث سيكون على ضرورة التحكم في النفس عند الغضب وكما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ) ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (.
فإن استطعت أن لا تعاقب وأنت في قمة غضبك، فهذه هي القوة الخفية وقمة الأخلاق وامتلاك نفسك وأن زمامها بيدك، ولا يستطيع الشيطان السيطرة عليك من خلال الغضب.
وقد وضع - عليه الصلاة والسلام خطة للتغلب على الغضب في قوله: ) إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع (.

ويرشد علماء النفس إلى خطوات للتغلب على الغضب ومنها:

1. أن يأخذ نفسا عميقا: حيث يعمل التنفس العميق على إيصال الأكسجين إلى مجرى الدم فيكافح هرمون "الأدرينالين" الذي يفرز عند الغضب.
2. قم بالعد من واحد إلى عشرة: فالعد يساعد على الإبطاء من سرعة الأفكار السلبية الناجمة عن الغضب.وقد تساعد هاتان الطريقاين مع الهدي النبوي (الاستعاذة من الشيطان الرجيم، الاستغفار، الوضوء، تغيير الوضعية) في التحكم بغضبك، وبالتالي سننظر للموقف من زاوية أكثر هدوء وإيجابية.
استشعار النتائج والمضار التي قد تكون بسبب الغضب مما يجعل الإنسان يحاول التحكم بنفسه أكثر، لئلا يندم على ما قد يجنيه عليه غضبه.

الخطوة العاشرة: المناصحة:

المناصحة بين الزوجين ليست فقط واجبا اجتماعيا باعتبارهما أسرة، بل هي أيضا واجب ديني، إذ إنه يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيمة المناصحة بين الزوجين هي أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بأسلوب ودي، بعيد عن صيغتي الأمر والنهي اللتين ربما تأنف منهما النفس، فالناس غالبا لا تنضبط بالمبدأ الصارم، بقدر ما تنضبط بالكلمة الطيبة والأسلوب المهذب الجميل، وكما قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ (سورة آل عمران آية 159).
ويجب على كلا الزوجين تعلم مهارات النصيحة، وكيف يعبران عن الدعوة الصادقة، المحملة بالود والمشاعر الجياشة، ليدرك المتلقي للنصيحة أن النصيحة هي نتيجة حب جارف، ورغبة صادقة في إصلاح شريك الحياة والقريب من القلب، لتبحر سفينة الزواج في بحر المودة والسكينة والرحمة، حتى تصل إلى شاطئ السعادة والهناء.

الخطوة الحادية عشرة: تجنب الطلاق والانفصال:

كثير ممن يقرأ قصص الطلاق، ويجرب التعامل معها أو يعايش أصحابها، يدرك بوضوح أن أكثر حالاته نجمت عن أسباب تافهة، ضخمها شياطين الجن والإنس في عين الزوجين، حتى تصير الحياة بينهما لا تطاق، فكم من زوج طلق زوجته ولما راجع أسباب الطلاق تعجب: كيف وصل لهذا الموقف رغم تفاهة الأسباب؟؟
قال - صلى الله عليه وسلم -: ) إذا أصبح إبليس بعث جنوده فيقول: من أضل مسلما ألبسته التاج، فيجيئون فيقول هذا: لم أزل به حتى طلق امرأته (.

تنبيهات مهمة:

1. إن إتقان مهارات الزوجية والصبر عليها وعدم الاستعجال في الوصول إلى المطلوب، ودفع السيئة بالحسنة ومقابلة الإساءة بالإحسان يأتي عادة بنتائج طيبة، وتذكري ذلك تماما في حياتك كلها، وهناك فئة من الرجال وهم قليل لا ينفع معهم إلا الطلاق؛ لأنهم لم يقدسوا الحياة الزوجية ولم يعوا مسئوليتهم تجاه زوجاتهم وأبنائهم، وشغلتهم شهواتهم وأعمالهم عن السعادة الأسرية فلم يتذوقوها، ولكن هذا الصنف من الرجال قليل، فلا نعمم ولا نستعجل الحكم في التصنيف بأن الزوج بمجرد المحاولة واحدة تلو الأخرى أصبح من هذا الصنف.

2. إن الرجال متفاوتون في طباعهم وأخلاقهم وتصوراتهم وثقافاتهم، فما يناسب رجل قد لا يناسب الآخر، لذا ينبغي التعامل مع المهارات الزوجية بالحكمة التي تراعي الشخص والمقدار والمكان والزمان، لكل عمل تقومين به، فلو أخذنا على سبيل المثال: أن امرأة أرادت أن توقظ زوجها المعروف بسرعة الغضب وحدة الطبع بنضح الماء في وجهه تريد أن تطبق ما جاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن العاقبة قد تكون وخيمة وكبيرة، ولذلك فإن هذه المهارات تحتاج إلى حكمة للتعامل بها مع الزوج بحسب طباعه وأخلاقه، كما أن المقدار والمكان والزمن يحتاج إلى تقدير بحكمة بالغة.

3. لا شك أن التعاون بين الزوج والزوجة أساس في نجاح الكثير مما قد ذكر من القواعد والنصائح وما سنذكره في مواضيع قادمة - بإذن الله - وإن ابتليت الزوجة بزوج غير متفهم فإنها تجتهد في تطبيق ما يناسب حاله، لأن ما لا يدرك كله لا يترك جله، ومن ناحية أخرى فإن المرأة إذا أحسنت مع الإساءة لها زاد أجرها وعظم جزاؤها عند ربها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM.