أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2015, 09:11 AM
المشرف العام المشرف العام غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,047
افتراضي عشرون نصيحة لأختي قبل الزواج -14

النصيحة الرابعة عشرة

الصبر مفتاح الفرج

و﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر:10]، فما أُعطيَ ابنُ آدم سجيةً من السجايا أتم ولا أكمل من الصبر، وعليه قوام الدين كله، سمعت شيخي شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى يقول في قوله تعالى: ﴿ والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾.
قال رحمه الله: ( العمل الصالح من الإيمان ولكن الله أفرده لأهميته، والتواصي بالحق من العمل الصالح ولكن الله أفرده لأهميته، والتواصي بالصبر من الحق ولكن الله أفرده لأهميته، فدل ذلك على أن ملاك الأمر في الصبر فمن لا صبر عنده لا يؤمن الإيمان الحق، ولا يعمل الصالحات، ولا يدعو إلى الله تعالى ).
( فالصبر ضياء ) لحياتك، وسلوان لما لهمومك وكرباتك، فأنت قد انتقلتِ من بيتٍ حملك على غيرك، وستنتقلين إلى بيتٍ حمله عليك:

فالزوج حمل يحتاج إلى صبر.
والبيت حمل يحتاج إلى صبر.
والأولاد حمل يحتاج إلى صبر.

فأعانك الله تعالى، ومنحك الصبر، فأنت على خير، ورباط طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فلا ينفرد بك النصّبُ من غير احتساب الأجر عند الله.

ثم يجدر التنبيه إلى: أنك تحتاجين إلى الصبر مع كلّ حملٍ بمفرده، فإياك وإياك أن تتراكب الأحمال عليك!، وتزيد المشقة على عاتقيك، فيطفح الكيل، وتنادين على نفسك بالويل، فعليك بضبط هذه الأحمال بأمرين مهمين:

الأول: ترتيبها.
الثاني: تجزئتها.

أما الترتيب: فحسن إدارتك للوقت من أهم المهمات، ومن أحسن الطرق لاستغلال الأوقات، فمن ضعف دراية بعض النساء على سبيل المثال: أن يجتمع عليها في الحين والواحد: طبخُ الطعام مع غسل الثياب مع خدمة الزوج مع رعاية الأولاد!!.

فتراها في حيص بيص -كما يقال- تنتقل من مكان إلى مكان، والطعام يحترق، والغسيل يهمل، والطفل يصيح، والزوج ينادي، وهذه سهام لو سُلطت على أعقل الناس لانفجر من رأسه بركان!، وحلّ من تحت أقدام صبره الزلزال.

فما لكِ ولهذا التراكم في الأعمال، فكوني مديرة لوقتكِ أتم الإدارة، وقدّمِي حق الزوج أولاً، ثم هيئي الأطفال ثانياً، وأشغليهم بما يلهيهم عنكِ في محلٍّ آمن، واجعلي للغسيل وقتًا، وللطبخ وقتًا، ولتنظيف البيت وقتاً، وأعطي كلّ ذي حقٍ حقه.

وليكن الترتيب على حسب الأولوية، وهي موكولة بحسب المقام بين أصحاب الحقوق الزوجية من الزوج والأولاد والبيت، وحقوق النفس، وبقية حقوق الآخرين المستحقة.

وأما التجزئة: فمن الأعمالِ ما لا يُستطاع أن ينجز مرة واحدة، ولو أردتِ إنجازه مرة واحدة لتسبب في تفويت حق الغير من الزوج والأولاد والبيت وغير ذلك، وعليه فقد تضطرين في بعض الأحيان أن تجزئي العمل الواحد إلى عدة أجزاء في اليوم أو الأسبوع أو الشهر، فلا تضغطي على نفسك بإشغال الوقت في عملٍ واحد لجهة واحدة، فإن عامة ما يحتج به الأزواج من انشغال الأزواج عنهم يرجع إلى تقصير المرأة في تجزئة وقتها، وترتيب أعمالها.

إذا أدركتِ ذلك فالعذر مقطوع بتعلل الكثير من النساء في تقصيرهن مع الأزواج بكثرة الأولاد أو ارتباطها بالوظيفة، أو كِبر البيت، ونحو ذلك فتقصر في حق زوجها!، فهذه الأمور وإن قيل بأنها - ولا بدّ - تأخذ من الجهد وقتاً، إلا أن ترتيب الوقت وتجزئته تحل الإشكال ولا تحرم الزوج من كامل حقه أو أكثره على أقل تقدير.

وقفة مهمة: ومن الصبر – على مرارته – الصبر على الزوج الظالم، فقد تبتلى المرأة بهذا النوع، على صنوف أنواع الظلم من: ضرب، وإهانة، وسلب مال، وجور في القسمة بين النساء، وغير ذلك، فما عليها إلا الصبر إن لم يصل الأمر إلى حدٍّ تتعذر المعيشة عنده، ومفاسده لا تنقضي، فليس محتماً عليها أن ترضى بحال الهوان، ولا بحياة الخذلان، والله يغني كلاً منهما من سعته.

ولكن: نصحي يتجه إلى من حصل من زوجها بعض أنواع الظلم فإني أوصيها بالصبر، فلا غرابة أن يُبتلى المسلم بأقرب الناس إليه كأب أو أخ أو ابنٍ أو زوجٍ أو زوجة!، وهذه سنة الأنبياء والمرسلين وسادات العالمين، وفي آدم وبنيه آية، وفي إبراهيم وأبيه عبرة، وفي نوحٍ وابنه موعظة، وفي آسية زوجة فرعون وزوجها خير برهان، وفي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقومه تهيئة وسلوان، فلا تعجبي من فساد حال أقرب الناس إليك، فلك خير سلف من خير الخلق، فما عليك إلا ما تواصوا به من الصبر والاحتساب، كما قال موسى عليه السلام وهو يرد على قومه عندما بثوا إليه شكواهم ومبلغ ما حلّ بهم من بلاء من فرعون وقومه فقال: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف:128 ].
فاصبري على أذى الزوج وخطئه، والعاقبة للصابرين حسنة بإذن الله عز وجل.

وإني عندما أنصح بالصبر لا أنصح بالصبر المصحوب بالعجز، وإنما أنصح بالصبر المحفوف بالكَيْسِ والعزيمة، والجد على الإصلاح، والمثابرة على التصحيح، كما كان الأنبياء يصبرون على أذى أقوامهم من جانب، ويبلغون ما أنزل الله تعالى من جانب آخر، فهذا إبراهيم عليه السلام يكرر على أبيه بأحسن خطاب وأجمل الألقاب: يا أبتِ، يا أبتِ خمس مرات، فلم يملَّ ولم يكلَّ.

وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يكرر على قومه الدعوة، ويكرر على عمّه أبي طالب الدعوة: يا عم قل لا إله إلا الله، أكثر من مرة.
وعلى الغلام اليهودي: يا غلام قل لا إله إلا الله، أكثر من مرة.

كل ذلك من الحرص على هدايته، فكذلك كوني، فاجتهدي في تعديل ما عنده من خطأ بقدر المستطاع بوسائل عدة سبق ذكر بعضها، ولا تملي ولا تعجزي.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 AM.